الرحيل بلا صوت ..
هو أجمل هدية نقدمها لأنفسنا ..
كي نختصر بها مسافات ..
الألم و الإحباط و الفشل ...
حين نشعر بأن كلماتنا لا تصل اليهم ..
.........
اذا قررت من اجلهم الجري يوما ..
او فكرت في الطيران ..
او حاولت السباحة نحوهم ..
فا صطدمت او سقطت او غرقت ..
فعندها فقط ..
انتعل الرحيل عنهم بلا صوت ..
وحين تكتشف !!!
ان الزمان ليس زمانك ..
وان المكان لم يعد لك ..
والاحاسيس قد تغيرت ..
وان الاشياء حولك لم تعد هي هي ..
وان مدن احلامك ما عادت تتسع لك ..
عندها .. لا تتردد ..
بركوب الرحيل بلا عوده ..
وعند الرحيل ...
لا تضيع وقتك في البحث في احشاء اللغة ..
لانتقاء كلمات الحب والاعتذار ..
او حتى للوداع ..
فكل الكلمات التي تولد لحظة الفراق ..
انما هي مجرد محاولات فاشلة ..
لتبرير و تفسير هروبك ..
وضعفك ..
وعند الرحيل أيضا ..
يغلق البعض في وجهك ..
كل ابواب الرحيل ..
لانه يحبك ..
او اعتاد عليك ..
ظنا منه انك احد ممتلكاته الشخصية ..
والبعض الآخر ..
يعترف لك بحبه عند الرحيل ..
كي يبقيك معه ..
ويكتشف البعض منهم ..
انه يحبك بعد الرحيل ..
فيحترق و يحرقك باكتشافه المتأخر ..
وحين تقرر الرحيل ..
لا تدفن راسك في الرمال ..
كالنعامة..
كي لا تلمح وجود أولئك الذين احبوك بصدق ..
وراهنوا على بقائك معهم ..
فخذلتهم برحيلك ..
فلا تبكي بصوت مرتفع كالطفل ..
كي يصل صوتك لاولئك ..
الذين احببتهم بالصدق ذاته ..
فخذلوك ..
واترك المساحات خلفك بيضاء ..
وشاسعة لهؤلاء و هؤلاء ..
كي يمارس كل منهم طقوس ..
حنينه إليك بطريقته الخاصة ..
******************
وتأكد ..
مهما كان لون او شكل ..
حجم صمتك عند الرحيل ..
فلرحيلك صوت ..
قد تسمعه كل الكائنات ..
لكنه لن يلومك أبدا ..
ولن يصل الا لاولئك ..
الذين يشكل لهم وجودك ..
شيئا من الوجود ..
وللرحيل أكثر من نافذة و باب ..
وتراودني كثيرا فكرة ..
الرحيل بلا اجنحه ..
و الطيران بعيدا..
عن كل الاشياء ..
و احكام اغلاق ابواب و نوافذ العودة ..
و البدء من جديد ..
في عالم جديد ..