أرواح و أرواح

هناك أرواح


كــ الأطفال تماماً .. حتى لو بلغوا الستين من العمر ..
ابتساماتهم ، ونكاتهم ، وفضولهم ..
تصرفاتهم ، وحياتهم ، وألوانهم ..
كلها سمات أطفال !
لا تملك إلا أن كما تعشق الأطفال ..
لأنهم .. << أعجز عن الوصف !
ربما تشعر اتجاههم بامتنان ..
لأنك معهم تستطيع إفساح المجال لـ المكبوتة بحرية تامة ..
و لأنك معهم تترك عالم الكبار ..
فتبكي بكاءً حاراً على قطعة شوكولا اختطفها منك أحدهم !
و أكثر ما يريحك .. أن إسعادهم سهل ..
فابتسامة ولعبة كفيلة بجعلهم يشعرون أن الدنيا كلها معهم
فما أحلى الأطفال !

و هناك أرواح


تشعر بامتنان عميق نحوها ..
لأنك .. معها لا تشعر بدونية ، و في ذات الحين لا تشعر بسيادية ..
لم ينظروا إليك .. نظرة حقد ، ولا نظرة حسد أبداً ..
لم يرمقوك بغضب .. وما حاولوا أذيتك في حين ..
بل العكس .. فهم بكل دفء الكون ..
ومن جدب روحك .. يصنعون جنة الأمل ..
تشعر بأن الدنيا كلها في أفئدتهم ..
فــ ليرضى عنهم الله في الدنيا والآخرة ..

وهناك أرواح

ربما ..
تسميهم هكذا ..
لأنك لازلت لا تعرفهم ..
لكن ..
لابد أن تكون فيهم بصمة تميزهم ..

و هناك أرواح


لا تكاد تجد بين حروفها رضاً و أملاً ..
اقترابك منها كفيل بزرع العالم كله فيك ..
لا يرضيهم شيء .. ولا يروقهم شيء ..
ولا يكتفون بذلك .. بل يحاولون جعلك ترى الدنيا بنظرتهم ..
فــ ابتعد عنهم .. وابتعد .. ثم ابتعد ..

هناك أرواح


يجيدون فن الإشفاق .. يشاطرونك البكاء إذا بكيت ..
لكنهم في الفرح لا يستطيعون اقتسام سعادتك معك ..
فهم يُفضلون أن تحتفظ بها لوحدك ..
أولئك .. لهم بين مشاعرنا ..
فهم .. عكازنا عندما نصاب بعجز ..
فليرحمهم الرحمن ..

هناك أرواح


فلا تستطيع أن تقف أمامهم إلا ببزة عسكرية ..
رافعاً يديك بالتحية ..
أنت ممتن لهم .. و أنت تحبهم ..
لكنهم .. قد لا يقدّرون ظرفك ،
و قد يُشعرونك برعب هائل ،
وحيناً و بدون قصد يُبنون بداخلك قلاع من الفشل والإحباط ..
فتخبو شمعتك ، والسبب ...! لاتعلم ..!